ّّرؤية نفسية Inside out 2

الأحد، 14 يوليو 2024

   
في ٢٠١٧ كنت انصح الأهالي بمشاهدة ومناقشة الجزء الأول من الفيلم مع أطفالهم لأهميته في تنمية الذكاء العاطفي. الفيلم قدم طرحًا منطقيًا وعلميًا مضادًا للخطاب السائد الذي يطالب بالتخلص من المشاعر "السلبية" والابتعاد عن "الأشخاص السلبيين"؛ حيث يؤكد على الدور الوظيفي الهام للمشاعر "الطبيعية"، ويدرب الطفل على قراءة مشاعر الآخر ويساعده على تفهمها والتعاطف معها -قراءة مشاعر رايلي والتعاطف معها-.

ليس عيبًا أو ضعفًا أو "دراما" أو "دلع" أن نحزن أو نغضب أو نخاف و أن نعبر عن هذه المشاعر الطبيعية التي تعترينا. من أسباب رفضنا في المجال النفسي للايجابية الزائفة هي إنكارها لهذه المشاعر الفطرية ومطالبة الأفراد بتجاهلها أو كبتها ولومهم على إظهارها للعلن مما يضطرهم لإخفاء أجزاء طبيعية من أنفسهم خوفًا من الرفض والنبذ والانتقاد واللوم وتصنيفهم ووصمهم بـ"أشخاص سلبيين" مما يعمق من معاناتهم النفسية.

من دروس الحياة الرئيسية  أن يتعرف الطفل على مشاعره ويدرك وظيفتها ويتقبل وجودها ويحسن إدارتها ويتمكن من التعبير عنها بالشكل المناسب واللائق اجتماعيًا، وأن يحسن قراءة مشاعر الآخرين ويتعامل معهم بناء على ذلك حتى يتمكن من إدارة علاقاته الاجتماعية بالشكل الأمثل.

مترجم| مالذي يريده الناس من العلاج النفسي؟

الأحد، 11 ديسمبر 2022



من أجل الارتقاء بجودة الخدمات النفسية المقدمة.

 

في برنامج وثائقي جديد لكين بيرنز بعنوان: الاختباء على مرأى من الجميع: الأمراض النفسية للشباب؛ تحدث المشاركون عن كيف ضربت المعاناة العاطفية بجذورها في حياتهم وكيف استمرت في النمو بصمت وخجل، وبغض النظر عن اختلافهم في الجنس والعمر والعرق والهوية والظروف الاقتصادية والاجتماعية. الطفل ماكلاين -11 عامًا- بشعره الأشقر الناعم ووجهه الملائكي الذي يعكس براءة الطفولة وخلوها من الهموم خانته عيناه الكبيرتين وكشفت عن حزنه الدفين حين تحدث بهدوء مؤثر عن رغبته في الانتحار عندما كان في التاسعة من عمره. القصص التي كشف عنها هذا الوثائقي لماكلاين ورفاقه لم تكن ستأتي في أنسب من هذا الوقت الذي تتزايد فيه المعاناة النفسية وتصطدم بالنظام المتعثر للرعاية النفسية. بمجرد أن يقرر الناس أنهم بحاجة للمساعدة -وهو إنجاز في حد ذاته- فإنهم سيبحثون عن أفضل خدمات الرعاية النفسية. يوضح الوثائقي أن لكلٍ منهم احتياجات فريدة لا تشبه الآخر، ولا يوجد خدمة نفسية موحدة تناسب جميع الناس؛ لذا ينبغي العمل مع شخص محترف موثوق به ومتمكن لديه القدرة على تحديد وتقديم ما يناسب العميل؛ لأن التعرف على ما يناسب العميل يمثل جزءًا مهمًا من عملية العلاج. ولسوء الحظ فإن شركات القطاع الخاص والمستثمرين في الخدمات النفسية يحرصون على التسويق للخدمات الرقمية (تطبيقات المساعدة النفسية) بما أنها أصبحت تدر عليهم الكثير من الربح، ولكن هل تتوافق هذه الخدمات حقًا مع ما يحتاجه الناس ويريدونه؟ هل ستوفر لهم رعاية نفسية فعالة ونتائج ثابتة طويلة الأمد؟

 


وفقًا لمنظور فرجينيا ساتير (Fences)

الجمعة، 21 يناير 2022



أسباب الخلل الوظيفي الأسري:

١- إتباع الأسرة للنموذج الهرمي التقليدي القائم على تسلط تروي وهيمنته ومحاولاته لإخضاع بقية أفراد الأسرة وحثهم على الطاعة المطلقة على اعتبار أنه أعلم منهم بمصالحهم وما يناسبهم، والحرص على ألا يتعارض سلوكهم مع توقعاته وتوقعات المجتمع والثقافة المحلية؛ مما يبث في الجو الأسري مشاعر الاستياء والغضب والخوف والعجز والإحباط. بالإضافة إلى مطالبة الأبناء بالتضحية بأهدافهم الفردية إمتثالًا لأوامر والدهم وفي سبيل الحفاظ على تماسك وهوية النسق الأسري، وتفضيل الركود والاستقرار والحال المألوف على النمو والتغير للأفضل، وإيثار الراحة والسلامة من العراقيل والتحديات على شجاعة التقدم (النموذج الهرمي للأسرة مقابل نموذج النمو).

وفقًا لمنهج جاي هيلي العلاجي (Fences)



أسباب الخلل الوظيفي الأسري: 

١- صراعات القوة بين الأب تروي وابنه كوري، حيث يصر الأب على احتكار السلطة والانفراد باتخاذ القرارات حتى قرارات كوري الشخصية التي تتعلق بمستقبله.

وفقًا لنظرية سلفادور مينوشين (Fences)



أسباب الخلل الوظيفي الأسري


١- عدم إدراك روز في البداية لأوجه ذاتها الآخرى؛ والتي كان من الممكن أن يتم تنشيطها في سياقات مختلفة ومع أشخاص آخرين، فقد حصرت روز نفسها في دور ربة الأسرة الكفؤ والزوجة المطيعة والأم المعطاءة ولم تظهر قدرتها على القيادة، ونقاط قوتها الخفية التي تجلت لاحقًا بعد صدمتها الناتجة عن خيانة تروي لها من خلال قدرتها على الاستقلال، والقيادة، ومشاركتها في الأنشطة الخيرية والاجتماعية في الكنيسة. 

وفقًا لنظرية موراي بوين (Fences)

 


أسباب الخلل الوظيفي الأسري بحسب نظرية موراي بوين:

١- تدني مستوى تمايز الذات لدى تروي (الأب) حيث يدفع ابناءه للتخلي عن طموحاتهم واهتماماتهم من أجل العمل في أي وظيفة تقليدية بسيطة تدر عليهم مالًا كغيرهم من السود، فنجد أنه طوال الفيلم لا يمنحهم مساحة للاستقلالية والنمو ويجبرهم على البقاء ضمن الإطار الضيق الذي صنعه المجتمع للامريكان من أصل افريقي في وقت سابق؛ بطريقة تؤكد على رغبته في صهر وإدماج أبناءه وأسرته وعدم قدرته على الموازنة بين الحميمية والانتماء للمجتمع من جانب والاستقلالية وتحقيق الذات من جانب آخر. كما يمكننا التحقق من تدني مستوي تمايز الذات لدى تروي ايضًا من خلال عجزه عن التفكير المنطقي العقلاني وإدراك حقيقة مشاعره التي تتحكم تماماً بسلوكه؛ مشاعره الناتجة عن طفولته البائسة تحت وطأة العبودية والتمييز العنصري الذي كان شائعًا حتى الأربعينيات الميلادية، وشبابه الذي قضاه في السجن، وفقد طموحه في البيسبول، وايضًا مشاعره الناتجة عن ضغوط العمل في جمع النفايات والفقر وتحديات الحياة المعاصرة، كل تلك المشاعر كانت تسيره وتتحكم بسلوكه دون أن تعطي للتفكير المنطقي أي فرصة.

فيلم أسوار (Fences)






فيلم من انتاج سنة ٢٠١٦ وبطولة دينزل واشنطن وفيولا دافيس. النص مقتبس عن مسرحية بنفس الاسم للكاتب الراحل اوغست ويلسون. 


الفيلم يسلط الضوء على التفاعلات الإنسانية المعقدة والمتشابكة في أسرة أمريكية من أصول أفريقية في فترة الخمسينيات من القرن العشرين، الأب مستبد وقاسي (تروي ماكسون)، والأم ربة منزل تقليدية خدومة ومنهمكة في مسؤولياتها (روز ماكسون)، وابنهما المراهق الطموح (كوري) الذي يمنعه والده من ممارسة الرياضة من أجل الحصول على وظيفة تضمن مستقبله، بالإضافة إلى (لايونز) ابن تروي الأكبر من علاقة سابقة الذي ينخرط في صراعات لا تنتهي مع والده لأسباب مالية.