أسباب الخلل الوظيفي الأسري:
١- إتباع الأسرة للنموذج الهرمي التقليدي القائم على تسلط تروي وهيمنته ومحاولاته لإخضاع بقية أفراد الأسرة وحثهم على الطاعة المطلقة على اعتبار أنه أعلم منهم بمصالحهم وما يناسبهم، والحرص على ألا يتعارض سلوكهم مع توقعاته وتوقعات المجتمع والثقافة المحلية؛ مما يبث في الجو الأسري مشاعر الاستياء والغضب والخوف والعجز والإحباط. بالإضافة إلى مطالبة الأبناء بالتضحية بأهدافهم الفردية إمتثالًا لأوامر والدهم وفي سبيل الحفاظ على تماسك وهوية النسق الأسري، وتفضيل الركود والاستقرار والحال المألوف على النمو والتغير للأفضل، وإيثار الراحة والسلامة من العراقيل والتحديات على شجاعة التقدم (النموذج الهرمي للأسرة مقابل نموذج النمو).
٢- النسق الأسري المنغلق والقوانين والقواعد الصارمة والمنتهية الصلاحية واللاإنسانية التي لا تتكيف مع تغير الزمن ولا تراعي احتياجات الأبناء ولا تخدم مصالحهم المستقبلية ولا تسمح لهم بالازدهار والتطور وتحقيق الذات.
٣- عدم شعور كوري بقيمته الذاتية واستحقاقه ضمن الثالوث الأولي/ الأساسي المكون من الوالدين تروي وروز والابن كوري.
٤- التواصل غير المتوافق مع الذات لدى كوري، وعدم التطابق بين ما يشعر به داخليًا وما يقوله؛ فوالده مثلًا يجبره على أن يقول "نعم سيدي " في الوقت الذي يشعر فيه بالرفض والغضب؛ وذلك نتيجة للضغط الاجتماعي والثقافي الذي يدفعه إلى الحرص على أن يبدو كابن مطيع ومثالي لا يظهر من نفسه إلا الأجزاء التي يعتقد بأنها صحيحة فقط ويخفي ما عداها.
٥- التواصل غير المتوافق لتروي مع العالم من حوله، ومعتقداته المشوهة عنه، واتجاهاته ضده، ومبالغته في استخدام أساليب دفاعية لحماية نفسه وعائلته، اكتسبها من طفولته القاسية وخبراته السابقة تحت وطأة الفقر وانعدام الدعم.
٦- تدني تقدير الذات لدى روز حيث تعتبر أن قيمتها ومكانتها وتقديرها لذاتها تنبع من موافقة الآخرين والتوافق مع معايير المجتمع وتوقعاته، مما يقوض من قدرتها على رؤية تفردها وقوتها وإمكاناتها.
٧- الخلاف حول الأمور المالية واستمرار لايونز في اقتراض المال من والده يشير إلى وجود استعارة عن افتقاده لدعمه وعاطفته ورعايته حيث كان غائبًا عنه طوال نشأته عندما كان في السجن.
٨- مواقف البقاء غير التكيفية التي يتبناها بعض أفراد الأسرة؛ فروز تأخذ موقف استرضائي (المسترضي) وتنكر قيمتها الذاتية واحتياجاتها لصالح الآخرين، وتروي يأخذ موقف اللوم (اللوام ) فيلوم الآخرين على كل شيء دون مراعاة لاحتياجاتهم ومشاعرهم أو تفهم وتعاطف معهم مما دمر علاقاته بهم. ولايونز غالباً ما يأخذ موقف (غير المتصل ) حيث يسعى لتشتيت انتباه أفراد الأسرة بعيدًا عن أسباب التوتر والخلاف وإلهائهم عن طريق بث روح الدعابة والمرح والبهجة أثناء الموقف الضاغط.
الأهداف العلاجية:
١- تحفيز الأسرة على التحول من النموذج الهرمي إلى نموذج النمو الذي يشجع التفرد، ويحقق المساواة في الإنسانية، ويفرض الاحترام على الجميع، ويلبي الحاجة إلى تقدير الذات لدى كل أفراد الأسرة.
٢- تشجيع النسق الأسري على الانفتاح وتحديث القوانين القديمة التي عفى عليها الزمن ولم تعد تخدم مصالح الأبناء واستبدالها بآخرى تلبي احتياجاتهم وتتوافق مع مصالحهم، مع التأكيد على أن تكون القوانين الأسرية الجديدة قابلة للمناقشة والنقد والتصحيح والتعديل.
٣- الارتقاء بتقدير الذات لكوري وتدعيم شعوره بالاستحقاق وتسهيل نموه الشخصي وازدهاره وانفتاحه على تجارب جديدة.
٤- تدريب كوري على التواصل مع ذاته ومشاعره الداخلية، وسبر أغوار جبله الجليدي حتى يتمكن من التعبير عن نفسه بطريقة أفضل.
٥- الكشف عن مخاوف الأب تروي التي نتجت عن معتقدات واتجاهات ضد العالم تشكلت من خبرات الماضي وأصبحت لا تتوافق مع العصر من خلال تاريخ أحداث الأسرة .
٦- حث تروي على التخلي عن الدفاعات التي اكتسبها من عائلته الأصلية وماضيه القاسي، وتصحيح معتقداته المشوهة عن العالم من حوله ودفعه للتواصل معه، والاستفادة من الآلام الناشئة عن خبرات الماضي في بناء المستقبل؛ فعليه أن يتعلم كيف يمنح الدعم للآخرين وكيف يتقبل الدعم منهم، ويعطي نفسه مساحة من الحرية والتلقائية في التواصل مع العالم دون أن يختبئ خلف قناع الوالد القاسي المتسلط.
٧- التخفيف من الإجهاد والضغوط الواقعة على روز وتوجيه تركيزها للاهتمام بكافة جوانب الماندالا الذاتية، والوصول إلى إمكاناتها ومواردها الداخلية غير المستغلة وتفعيلها، ومساعدتها على التعبير عن طاقتها الإيجابية و"قوة الحياة" الكامنة بداخلها -على حد تعبير ساتير-، وحثها على تعريف ذاتها وتقديرها استنادًا لمصادر داخلية وليس مصادر خارجية. وتوعيتها بأن معايير المجتمع والثقافة ترسم للأشخاص صورة قد لا تتوافق مع طبيعتهم، فالناس ليسوا متشابهين ولا ينبغي لهم أن يكونوا كذلك.
٨- مساعدة الأسرة على الاستبصار بمواقف البقاء التي اكتسبوها واتخاذ مواقف منسجمة ووظيفية وتكيفية أكثر فاعلية وتوافقًا.
٩- استكشاف الحواجز والمعيقات للتواصل الصحي بينهم عن طريق النحت الأسري. وتغيير أنماط التفاعل المختلة واستبدالها بطرق صحية ذات صلة بالمشاعر الداخلية.
١٠- تعزيز وحدة الأسرة حتى تتمكن من إشباع حاجات أفرادها وتلبية متطلباتهم والتركيز على أوجه التشابه بدلًا عن الاختلاف وتشجيع التسامح مع أخطاء الماضي وتجاوزها والاستمرار في التغيير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق