وفقًا لنظرية موراي بوين (Fences)

الجمعة، 21 يناير 2022

 


أسباب الخلل الوظيفي الأسري بحسب نظرية موراي بوين:

١- تدني مستوى تمايز الذات لدى تروي (الأب) حيث يدفع ابناءه للتخلي عن طموحاتهم واهتماماتهم من أجل العمل في أي وظيفة تقليدية بسيطة تدر عليهم مالًا كغيرهم من السود، فنجد أنه طوال الفيلم لا يمنحهم مساحة للاستقلالية والنمو ويجبرهم على البقاء ضمن الإطار الضيق الذي صنعه المجتمع للامريكان من أصل افريقي في وقت سابق؛ بطريقة تؤكد على رغبته في صهر وإدماج أبناءه وأسرته وعدم قدرته على الموازنة بين الحميمية والانتماء للمجتمع من جانب والاستقلالية وتحقيق الذات من جانب آخر. كما يمكننا التحقق من تدني مستوي تمايز الذات لدى تروي ايضًا من خلال عجزه عن التفكير المنطقي العقلاني وإدراك حقيقة مشاعره التي تتحكم تماماً بسلوكه؛ مشاعره الناتجة عن طفولته البائسة تحت وطأة العبودية والتمييز العنصري الذي كان شائعًا حتى الأربعينيات الميلادية، وشبابه الذي قضاه في السجن، وفقد طموحه في البيسبول، وايضًا مشاعره الناتجة عن ضغوط العمل في جمع النفايات والفقر وتحديات الحياة المعاصرة، كل تلك المشاعر كانت تسيره وتتحكم بسلوكه دون أن تعطي للتفكير المنطقي أي فرصة.

٢- تشكل أكثر من مثلث غير سوي في الأسرة؛ فقد قام تروي بتثليث عشيقته البيرتا ضمن علاقته الزوجية، كم ثلّث كوري نفسه فيها انحيازاً لوالدته ودفاعًا عنها، علمًا بأن التثليث يتم بإدخال طرف ثالث في علاقة ثنائية، بينما التثلث يتم بتطوع الطرف الثالث للدخول في العلاقة الثنائية.

٣- نمط المعالجة العاطفية غير الصحي الذي تتبعه الأسرة من أجل الحفاظ على تماسكها واستمراريتها؛ حيث اعتادت روز على تقديم الكثير من التنازلات والتفريط في رغباتها واحتياجاتها وتحمل ما يفوق طاقتها لإرضاء تروي. 

٤- تمثل طريقة تروي في معاملة ابناءه وأسلوبه القاسي الفظ في الكلام، وتعنيفه اللفظي لهم وإجبارهم على معاملته كسيدهم ورئيسهم الذي ينبغي أن يطيعوه دون نقاش اسقاطًا عاطفيًا لمعاملة والده المسيئة له في طفولته على أفراد أسرته، ولضغوطه الناشئة عن فقد طموحه في البيسبول رغم مهاراته الرياضية المتميزة، واضطراره للعمل في وظيفة مهينة ومرهقة.

٥- يتجلى مفهوم القطيعة العاطفية للأسرة في الفيلم أثناء حديث الأب عن هجره لعائلته منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره، وحينما ترك كوري المنزل والتحق بالبحرية الأمريكية ولم يعد إلا في جنازة والده نهاية الفيلم.

٦- المستوى المتدني لتمايز الذات انتقل عبر الأجيال من الجد إلى الأب تروي وصولًا للابن كوري؛ والذي بدوره اضطر للقطيعة العاطفية بسبب عجزه عن الموازنة بين الحميمية والاستقلالية. حيث لم يتمكن من تحقيق ذاته دون الابتعاد عن نسقه الأسري.


الأهداف العلاجية:

١- الارتقاء بمستوى تمايز الذات لدى تروي (الأب) وكوري (الابن) عن طريق معالجة آثار تجارب الماضي وتدريبهم على التعامل بمنطق لحل المشكلات واتخاذ القرارات. وإذا ارتقى مستوى التمايز ستنتهي القطيعة وسيتوقف النقل عبر الأجيال تلقائياً.

٢- خفض مستوى القلق العاطفي في الأسرة من خلال:

أ- فك التثليث بين الزوجين تروي وروز والعشيقة البيرتا عن طريق تعليم تروي استراتيجيات للتعامل مع الضغوط حتى لا يضطر للجوء إلى الخيانة الزوجية.

ب- فك التثليث بين تروي وروز والابن كوري عن طريق مساعدة روز على التعبير عن نفسها دون تدخل كوري.

ج- تغيير نمط المعالجة العاطفية غير الصحي الذي تتبعه الأسرة للحفاظ على استمراريتها والعمل على تحقيق الإنصاف والعدل بين الزوجين في الأدوار والمسؤوليات وحث روز على تحقيق ذاتها والاهتمام باحتياجاتها وتجربة أنماط معالجة عاطفية صحية للحفاظ على استمرارية وتماسك النسق الأسري.

د- استبصار تروي بالإسقاط الذي يمارسه بشكل لا واعي على أبنائه.






0 التعليقات:

إرسال تعليق