ماذا تجلب معك إلى طاولة التعارف؟
تمهيد أساسي لعلاقة ناجحة
التعارف قد يكون صعب ومُربِك حتى في أفضل الظروف ..
و على الرغم من كثرة النصائح للباحثين في مجال العلاقات؛ إلا أنه يصعب الوصول إلى علاقة طويلة المدى مع الشريك الملائم!
بالاستماع إلى سلسلة من قصص العلاقات الفاشلة؛ أتضح لي أن العديد من الأشخاص حسني النية يستمرون في ارتكاب أربعة أخطاء هامة:
- يختارون الأشخاص الخطأ.
- التوقعات غير الواقعية.
- عدم التعلم من أخطاء الماضي.
- غير قادرين على التعرف إلى التنبيهات المبكرة التي تشير إلى أنك تسير على الطريق الخطأ.
في معظم الآحيان؛ الناس يستمرون في ارتكاب هذه الاخطاء لأنه ليس لديهم فهم عميق بما فيه الكفاية لما يجبرهم على ما يقومون به، و لا معرفة كافية بما يلزم تغييره في أنفسهم.
و إذا كنت على استعداد للتعمق في سيكولوجية العلاقة؛ يمكنك الوصول إلى المعلومات التي تحتاجها عن طريق الإجابة على خمسة أسئلة قبل الشروع في علاقة جديدة. إذا أجبت عليها كاملة وبشجاعة ستعرف ما الذي يقود سلوكك في العلاقات الحميمة و ستفهم أسباب فشل محاولاتك السابقة.
لو أجبت عليها ربما قد تحاكم نفسك بقسوة و تدينها وتشعر بالذنب أو الخجل مما فعلت لكن ينبغي لك أن تواصل البحث و أن ترفق بنفسك و تتقبل ما حدث و لا تسمح للشعور السلبي بأن يتملكك لأن هذا الشعور هو عدو التغيير للأفضل.
وبعد الإجابة على هذه الأسئلة الخمسة لا تتفاجأ إذا بدأت التفكير في الآخرين بشكل مختلف و أكثر تفرداً من حيث مدى ملائمتهم للارتباط بك.
خذ وقتك في الإجابة بالتفصيل، وربما ستعود لاحقاً لإضافة المزيد من الأفكار و المشاعر للنسخة الأولية من إجاباتك. العديد من مرضاي وجدوا أن الإجابة على هذه الأسئلة الخمسة تستدعي الرغبة في المزيد من الاستكشاف الذاتي، و غالباً ما تدخلك إلى متاهة ساحرة و ملهمة أثناء البحث عن مكنونات النفس.
1- من الأشخاص الذين اثروا عليك بعمق طوال حياتك سواء سلبياً أو ايجابياً؟ وكيف يؤثر ذلك على اختيارك للشركاء؟
منذ بدء حياتك، كان لأولئك الذين تعتمد عليهم للبقاء على قيد الحياة و الحصول على القبول والاستحسان أكبر الأثر في الطريقة التي تعلمتها لإعطاء و تلقي الحب. نظرية التعلق
كذلك أي شخص آخر لامس أعماقك فيما بعد حتى ولو في وقت قصير كان له أثر ايضاً.
هذه التفاعلات المؤثرة؛ سواء كانت قصيرة الأجل أو طويلة الأجل سوف تغير بشكل مباشر أو غير مباشر وجهة نظرك و خبراتك تجاه كل علاقة تالية.
تلك العلاقات السابقة من ماضيك؛ إما أن تتركك مصدوم وخائف من الخوض في علاقات جديدة أو قوي و أكثر قدرة على الصمود.
اكتب قائمة لأكثر الأشخاص أهمية؛ الذين ساهموا في تشكيل معتقداتك بخصوص العلاقات الحميمة، واكتب بجانب كل أسم كم كان عمرك عند إحتكاكك به؟ وكيف كانت طبيعة علاقتك به؟ وكيف أثروا على قدرتك على إعطاء و تلقي الحب؟ ثم أسأل نفسك لو كنت -بوعي أو بلا وعي- تتجنب تلك الأنواع من الشخصيات في حياتك الحالية أو تسعى ورائهم أو تسمح لهم بالإفلات مع أخطاء لن تتسامح فيها مع غيرهم. حاول أن تستكشف ما الذي تغير فيك بالاحتكاك بهم و كيف أثرت انطباعاتك عنهم في الطريقة التي تختار بها الأشخاص و تتعاطى معهم في علاقاتك الحالية.
2- تخيل لو تمكنت بطريقة سحرية من وضع كل من كان لك معه علاقة وثيقة في نفس الغرفة ..
وكانوا صادقين 100% ..
فما النقاط التي سيتفقون حولها فيك ؟ السلبيات و الايجابيات؟
هذا التوصيف يمكن التعبير عنه بطرق متعددة ..
كيف كنت بالنسبة لهم من الناحية الفكرية .. ومن الناحية العاطفية .. ومن الناحية الروحانية ..
ما أكثر ما يمتعهم في كونهم معك ؟
ما الذي يتمنون أن يتغير فيك ؟
النظر إلى نفسك بعيون الآخرين ليس سهلاً لكن معظمنا نمتلك هذه المعلومات في مكان ما في قلوبنا و عقولنا - إذا كان لدينا شجاعة كافية للوصول إليها- فستساعدنا على تقييم أنفسنا بشكل واقعي.
3- ما أكثر ما يخيفك عند الاقتراب من شخص آخر؟
معظم الناس يعتقدون أنهم يعرفون ما نوع الشريك الذي يريدونه ويسعون بنشاط لتلك الصفات والمزايا المأمولة، لكن ما يسبب موت العلاقات في بدايتها هو المخاوف التي تنشأ مع زيادة التقارب مع الشريك.
العديد من الأشخاص يجدون أنفسهم في إطار معتقدات تحسبية
مثل:
كما أن ثقتك بنفسك و تقديرك لذاتك غالباً ما يؤثر على ارتباطك ايضاً؛ إذا كنت ترى نفسك أقل قيمة مما أنت عليه قد تصل إلى أقل مما تستحق، و إذا كنت تبالغ في تقدير نفسك بشكل لا واقعي فقد تحاول الارتباط بشخص لا يستجيب لك، أما أولئك الواقعيين حول أنفسهم وتوقعاتهم فهم أكثر قابلية للنجاح في الارتباط.
فما النقاط التي سيتفقون حولها فيك ؟ السلبيات و الايجابيات؟
هذا التوصيف يمكن التعبير عنه بطرق متعددة ..
كيف كنت بالنسبة لهم من الناحية الفكرية .. ومن الناحية العاطفية .. ومن الناحية الروحانية ..
ما أكثر ما يمتعهم في كونهم معك ؟
ما الذي يتمنون أن يتغير فيك ؟
النظر إلى نفسك بعيون الآخرين ليس سهلاً لكن معظمنا نمتلك هذه المعلومات في مكان ما في قلوبنا و عقولنا - إذا كان لدينا شجاعة كافية للوصول إليها- فستساعدنا على تقييم أنفسنا بشكل واقعي.
3- ما أكثر ما يخيفك عند الاقتراب من شخص آخر؟
معظم الناس يعتقدون أنهم يعرفون ما نوع الشريك الذي يريدونه ويسعون بنشاط لتلك الصفات والمزايا المأمولة، لكن ما يسبب موت العلاقات في بدايتها هو المخاوف التي تنشأ مع زيادة التقارب مع الشريك.
العديد من الأشخاص يجدون أنفسهم في إطار معتقدات تحسبية
مثل:
- معظم العلاقات لا تنجح.
- البشر غير جديرين بالثقة من الأساس.
- كل شخص سيأخذ بقدر ما يستطيع ولن يعطي إلا بأقل من المتوقع.
- عندما يكتشف الناس حقيقتي لن يحبونني.
معتقدات كهذه من المحتمل أن تقتل أي علاقة جيدة قبل حتى أن تبدأ.
دَوِّن مخاوفك .. و اكتب كيف تلاعبت هذه المخاوف بعلاقاتك السابقة ..
غالباً تلك المخاوف تنبعث لنا من ذكريات الرعاية في الطفولة مع من تعاملوا معنا بطريقة مشابهة رغم أننا كنا نعتمد عليهم من أجل البقاء و نكتسب منهم الطريقة التي نظن أنه من المفترض أن تكون عليها الأمور.
4- ما الذي يمنعك من كسر القيود السابقة؟
حين نتعرف على الحياة للمرة الأولى في طفولتنا تتشكل المعتقدات الجوهرية تجاه أنفسنا و الآخرين و العالم..
من نحن ؟ وكيف هم الآخرين؟ و كيف يسير هذا العالم؟
وتبقى هذه الإجابات معنا لبقية حياتنا و تقيد نظرتنا لكل الأمور و مشاعرنا تجاهها بشكل لاواعي..
ورغم أن تجربتنا الشخصية في الطفولة محدودة وقد نحصل خلالها على إجابات خاطئة ولا يصح تعميمها؛ إلا أن الأطفال ياخذون هذه الإجابات بدون تساؤل وتشكيك وحتى بدون أن يفهموها ويتخوفون من مواجهتها والطعن فيها .. وتبقى لبقية العمر معهم كحقائق غير قابلة للتغيير ويؤمنون بها إيمان أعمى.
يجب على الجميع أن يقرروا ما إذا كان الشريك شخص جيد و مناسب و يستحق السعي له أم لا؟
لكن ماذا لو كنا ننظر للشريك من خلال منظار يشوه الصورة الحقيقية له؟
نحكم عليه من خلال ما نخزنه ويقيد تفكيرنا ونظرتنا لكل شيء.. من خلال المعتقدات الجوهرية و القوالب النمطية و الأحكام المسبقة المتحيزة أو التحامل أو التعصب أو التعجل في الإدانة بلا منطق و لا دليل؟
حينها سيكون من غير المرجح النظر له على حقيقته كما هو عليه و الحكم عليه حكم عادل و منصف..
ربما حتى سنعتبر أنه لا يستحق النظر له بعين الاهتمام ولا المحاولة وقد نخسر فرصة ثمينة.
دوِّن ما تعلمته من معتقدات جوهرية و أحكام مسبقة و تحيزات معرفية خاصة الصفات غير المرغوبة أو غير المستحبة التي تجعل من الآخر غير جدير بنظرك.
لأن هذه المعتقدات التي نشأت عليها تتحكم بسلوكك دون وعي منك و تعيق ارتباطك بشكل صحي مع أي شخص.
بعد أن تدونها ابدأ بتفنيدها بوعي .. و اسأل نفسك إن كنت ستظل تؤمن بها بعد الآن؟
إن كنت ستظل متمسك بهذه الانطباعات الداخلية بغض النظر عن الحقيقة الواقعية فلن تتمكن من التحرر من قيود معتقداتك ولن تتمكن من التمسك بالعلاقة الصحيحة.
5- هل توقعاتك من نفسك ومن الشريك المحتمل واقعية؟
هناك حقيقة في عالم العلاقات الحميمة: أن معظم الباحثين عن علاقة لا يخطر في بالهم أو قد لا يتقبلون فكرة كيف يكون لك قيمة حسب تقديرات سوق الارتباط الحالي.
الأمر يتطلب شجاعة من أي أحد ليقيم نفسه بواقعية حسب هذه المعادلة.
و إمكانية تسويق نفسك اجتماعياً قد تكون فكرة مؤلمة وغير مقبولة لكنها صارت حقيقة مسلم بها لا يمكن نفيها.
سوق العلاقات يتغير مع مرور الوقت وبحسب اختلاف الأماكن ومع مختلف الفئات الاجتماعية، ومزايا معينة قد تدخل أو تخرج من الذوق العام للسوق، و مسألة توفر الشريك المطابق للمواصفات قد تتحول بشكل يصعب التنبؤ به.
كثير من الناس غير قادرين على رؤية قيمتهم الخاصة أو قيمة الآخر و في أي سوق يتنافسون حالياً بشكل واضح.
كما أن ثقتك بنفسك و تقديرك لذاتك غالباً ما يؤثر على ارتباطك ايضاً؛ إذا كنت ترى نفسك أقل قيمة مما أنت عليه قد تصل إلى أقل مما تستحق، و إذا كنت تبالغ في تقدير نفسك بشكل لا واقعي فقد تحاول الارتباط بشخص لا يستجيب لك، أما أولئك الواقعيين حول أنفسهم وتوقعاتهم فهم أكثر قابلية للنجاح في الارتباط.
كما أنهم يعرفون أن كونهم أشخاص حقيقين و عفويين دون إدعاء مزايا لا يمتلكونها بالفعل في بداية الارتباط هو ما يحدد مستقبل العلاقة و إلى أين تتجه.
راندي غنثر
دكتوراه في علم النفس الاكلينكي و مستشارة زواج ممارسة في جنوب كالفورنيا
مترجم بتصرف عن : النص الأصلي
تدويناتك بمنتهى الجمال ،وذات قيمة علمية.
ردحذفالله ينور بصيرتك ويزدك علم وفهم .
أسعدني تعليقك الله يسعدك
حذفجميعا يارب :)
حذف