9 طرق لتفكر كفيلسوف وتصبح أكثر حكمة
كلمة فلسفة تعني حرفيًا حب الحكمة. والفلسفة تدور حول كيف تصبح أكثر اتصالًا مع العالم؛ لتدرك جيدًا كيف تفكر وتتصرف بشكل أفضل. الحكمة هي السمة التي تميز القادة العظماء. إذا كانت المعرفة عبارة عن معلومات، فالحكمة هي التصرف بناء على هذه المعلومات. يمكننا أن نمضي أعمارنا في اكتساب المعرفة ومع ذلك لا نستخلص منها أي حكمة.
لا ينبغي عليك أن تصبح فيلسوفًا لتفكر مثل الفلاسفة كل ما تحتاجه هو أن تكون محبًا للحكمة.
1. تمهل لتنطلق
عالمنا مدفوع بالسرعة. نشعر بأننا مجبرون على مواكبة كل جديد لأننا نخاف أن نفوّت شيئًا ما. لكن إذا كنا متعجلين دائمًا فإننا سنغدو أكثر ميلًا لارتكاب الأخطاء وفقدان البصيرة.
التفكير كفيلسوف يتطلب خلق مساحة للتأمل.
ولتصبح سريعًا في اتخاذ القرارات المناسبة ينبغي أن تتمهل وتخصص وقتًا كافيًا للتفكر.
كما قال كريستيان ادسبيرج مؤلف كتاب لحظة التجلي: "كل جملة يجب أن تخضع لمحاكمة تحدد مدى ملائمتها"
عندما تأخذ المزيد من الوقت وتدرب عقلك على التمهل ستتضح لك الرؤية، لكن التنقل بسرعة من شيء إلى آخر، من فكرة إلى آخرى؛ يشوش رؤيتك. التمهل يساعدك على التعمق في دوافع السلوك وفهمها بدقة.
القادة الحكماء يبطؤن من سرعة عقولهم ويحافظون على تركيزهم وينظرون للأمور عن بعد.
اتخاذ قرارات حكيمة يتطلب الموازنة بين السرعة والدقة.
الفلاسفة الإغريق والرهبان البوذيون يقضون قدرًا كبيرًا من الوقت في الاستبطان والتعلم والتأمل، يخلقون مساحة للتوقف والتفكر قبل القيام بأي أمر ولا يقومون بالأمور مباشرة.
2. ركز على ما هو أساسي
كلنا نطمح للأفضل، وكلما عملنا أكثر سننال أكثر، وسنصبح أشخاص أفضل؛ لكن لسوء الحظ هذا السباق اللامتناهي لتحقيق المزيد، وإنجاز المزيد؛ يقود للارتباك والفشل.
عندما يكون كل شيء مهمًا، ستختلط الأمور، ولا يمكننا فصل ما يهم حقًا وما لا يهم.
عندما يكون كل شيء مهمًا، ستختلط الأمور، ولا يمكننا فصل ما يهم حقًا وما لا يهم.
كما يقول الامبراطور والفيلسوف الروماني ماركوس أوريليوس "إذا كنت تبحث عن الطمأنينة وراحة البال؛ فقلل العمل"، لم يقل لا تعمل شيئًا، بل اعمل بشكل أقل. دعانا للتركيز على ما هو أساسي، وعرفنا على مفهوم (الرضا المزدوج) أن تعمل الأقل بشكل أفضل. هذا هو الافتراض الرئيسي الذي يقوم عليه كتاب (الجوهرية) بقلم جريج ماكيون: أنجز الأشياء الصحيحة فقط، لا تهتم بكم أنجزت؛ سواء أنجزت القليل أو الكثير. تتحدى الجوهرية الافتراض القائل "يمكننا أن نحصل على كل شيء" و "علينا أن نقوم بكل شيء" بل علينا التركيز على السعي وراء "الشيء الصحيح، بالطريقة الصحيحة، وفي الوقت المناسب".
فيلسوف إغريقي آخريسمى سينيكا؛ يستغرب كيف يخاف الناس على ممتلكاتهم وأموالهم وأمتعتهم ولكن لا يهتمون بأغلى ما يملكون: أوقاتهم.
الحياة ليست قصيرة إذا كنا نعرف كيف نُحسِن قضاء أوقاتها.
كما كتب سينيكا: "الأمر ليس في أن لدينا وقت قصير لنعيش فيه، ولكن في أننا نضيع الكثير منه"
3. فكر في المناطق الرمادية
النظر للعالم بالأبيض والأسود يجعل رؤيتنا محدودة. حالياً، هناك جدل قوي يدور في الولايات المتحدة حول النظام الرأسمالي؛ فأولئك الذين يسلطون الضوء على أي خلل في النظام يتم تصنيفهم فورًا على أنهم "شيوعيون"! – إن لم تكن معي فأنت ضدي!
التفكير في المناطق الرمادية يعني التعلم، وليس مجرد اتخاذ مواقف. يعني أن نتوقف عن رؤية أصحاب الرأي الآخر كأعداء. يعني التفكير التكاملي، والاستفادة من كل وجهة نظر للحصول على رؤية متعددة الأبعاد والوصول إلى الحلول المثلى للمشكلات التي تواجهنا.
يشير البوذيون إلى ذلك على أنه "الطريق الوسط"، ولا يعنون بذلك المتوسط بين مفهومين؛ بل أن ينظر لهما كمكملين لبعضهما لا كمتضادين؛ أن ننتقل من الازدواجية إلى التكامل. وبدلًا من النظر إلى العلم والدين -على سبيل المثال- كمفاهيم متعارضة، يمكننا أن نعتنق كليهما عندما ندرك أنهما وجهان لعملة واحدة.
يتبنى الحكماء وجهات نظر دقيقة وعميقة ومتنوعة.
4. حدد نقاط الضعف في الجدال
الكلمات التي لا نتحداها تصبح حقيقة.
ليس الغرض من الفلسفة إيجاد الخطأ ولكن تجنب التصرف وفق افتراضات خاطئة.
نحن عرضة للعديد من التحيزات المعرفية. انحياز التأكيد مثلًا؛ وهو ميلنا للبحث عن الأدلة التي تثبت صحة معتقداتنا وافتراضاتنا وتذكرها، وتجاهل الأدلة التي تنفيها أو التقليل من أهميتها.
يقول الفيلسوف دانييل دينيت: كلمة "بلا شك" في الواقع كالومضة التي تحدد نقطة الضعف في الجدال. كما يرى أن هناك حيلة سريعة تساعد على نقد أي نص بدون بذل الكثير من الجهد، كل ما عليك هو أن تبحث عن كلمة " بلا شك" في المستند وتتحقق من كل حالة تكررت فيها. ستجد أن الكاتب في معظم المرات يستخدمها عندما يرغب في تقديم فكرة ما على أنها "حقيقة بديهية" دون أن يقدم أسباب وأدلة كافية تثبت صحة فكرته، ويأمل أن يتفق معه القارئ بسرعة ودون تفكير. إذا كان الكاتب متأكدًا حقًا من صحة فكرته فلن يلجأ إلى كلمة "بلا شك".
التفكير كفيلسوف يقتضي عدم أخذ الأمور كمسلمات بديهية.
المغالطات المنطقية هي مجادلات بحجج تبدو منطقية لكنها ليست كذلك ولا قيمة لها علميًا، على الرغم من أنها في كثير من الأحيان مؤثرة عاطفيًا إلا أنها لا تثبت الادعاءات التي تحاول إثباتها. مثل مغالطة التعميم التي تستخدم حالة واحدة أو بضع حالات لإثبات قاعدة عامة؛ مثلًا عندما تلاحظ قيام بعض الأشخاص من مجموعة معينة بتصرف ما ثم تفترض أن كل شخص ينتمي لتلك المجموعة يتصرف بنفس الطريقة.
5. كن متواضع فكريًا
يميل معظم القادة للمبالغة في تقدير مدى ما يعرفونه. لا يتخذون القرارات الخاطئة بسبب قلة الحقائق المتوفرة، بل بسبب تدني وعيهم بأنفسهم والمبالغة في تقدير إمكاناتهم. مشكلة الاحتفاء بالتألق الفكري والألمعية – تكمن في كوننا سنعزز معتقداتنا وندين أية شكوك. ويصبح "أن نكون على حق" أكثر أهمية من "أن نجد الحقيقة".
كما كتب برتراند راسل: "كل المشكلة في هذا العالم هي أن الحمقى والمتعصبين واثقون من أنفسهم أشد الثقة، والحكماء من الناس تملؤهم الشكوك."
التواضع الفكري هو إدراك أن الأمور التي نؤمن بها في الواقع قد تكون خاطئة. إنه كدعوة لتفريغ فنجانك لتتمكن من ملئه بمعرفة جديدة.
درب نفسك على أن تكون مهووس بحب الاطلاع، تحدى كل شيء خاصة ما تؤمن بأنه صحيح. اترك الباب مفتوحًا للحصول على إجابات أفضل بدلاً من أن تبقى عالقًا مع نفس الإجابة. التواضع الفكري هو القدرة على التخلي عن القناعات. ويتطلب أن نتقبل أن الآخرون قد يعرفون ما لا نعرفه ويمكنهم فعل ما لا نستطيع فعله.
درب نفسك على أن تكون مهووس بحب الاطلاع، تحدى كل شيء خاصة ما تؤمن بأنه صحيح. اترك الباب مفتوحًا للحصول على إجابات أفضل بدلاً من أن تبقى عالقًا مع نفس الإجابة. التواضع الفكري هو القدرة على التخلي عن القناعات. ويتطلب أن نتقبل أن الآخرون قد يعرفون ما لا نعرفه ويمكنهم فعل ما لا نستطيع فعله.
الحكمة تتطلب أن نعترف بأننا في بعض الأحيان قد نعتمد على معارف الآخرين وخبراتهم.
6. تغلب على أفكارك
نميل جميعًا إلى الإعجاب بأفكارنا خاصة الحديثة منها.
ولاكتشاف نقاط الضعف في حجج الآخرين علينا أن نتدرب على تحدي نقاط الضعف في حججنا أولًا. هذا هو ما يعنيه كريستيان مادسبيرغ بقوله: (تغلب على أفكارك) ويرى أن على الفيلسوف أن يكون صارمًا مع أفكاره قبل الدفاع عنها أو الترويج لها.
تحد نفسك، حاول أن ترى الأمور من وجهة النظر المعارضة؛ إذا صمدت فكرتك أمام هذا الاختبار فهي تستحق أن تكمل السعي فيها.
7. فكر في البدائل المحتملة
في كثير من الأوقات لا نتمكن من العثور على الحل الحقيقي لأننا لم نبحث عنه أصلًا. يسيطر "انحياز الانتباه" تمامًا على عقولنا، إلى درجة أنه لا يمكننا أن نفكر أن هناك بدائل اخرى. منهجيًا يعتبر أخذ جميع البدائل المحتملة بعين الاعتبار هو أفضل وسيلة للتغلب على هذا الانحياز. وتوليد تفسيرات متعددة لكل ملاحظة هو أمر شائع في كلًا من التفكير الفلسفي والعلمي على السواء.
بإيجاد جميع البدائل المحتملة يمكننا أن نحصل على أفضل إجابة ممكنة من بينها. ولا ننحصر في حدود أول إجابة قفزت إلى أذهاننا. عندما يكون لديك خيارات متعددة يمكنك اتخاذ قرار حكيم. استخدم إسحاق نيوتن مصطلح "التجربة الحاسمة" للإشارة إلى الاختبار القاطع الذي يحدد أفضل خيار بين الفرضيات المطروحة.
للوصول إلى الحقيقة احصر جميع الاحتمالات الممكنة وقيم كلًا منها من حيث المنطق وتوافقها مع المعطيات التي تم ملاحظتها بطريقة منهجية.
يعد تقييم البدائل المحتملة أداة مفيدة للتفكير الأكثر حكمة.
8. لا يوجد شيء صحيح.
اليقين عدو الحكمة. والإجابة الصحيحة هي محطة توقف وليست الوجهة النهائية؛ لأن البحث عن الحكمة رحلة لا تنتهي.
أستاذ الفلسفة في الجامعة الوطنية الإسترالية في كانبيرا الآن حاجيك ابتكر طريقة ممتازة أسماها (الاستدلال الفلسفي) واعتبر أن من أهم أدواته (كيفية طرح السؤال الصحيح) مثلًا السؤال (ما الشيء الصائب الذي علينا فعله؟) يقتضي ضمنيًا أن هناك شيء واحد فقط صحيح علينا فعله – رغم أن هذا هو الحال في بعض الأحيان-. الصواب غالبًا له عدة أوجه منها ما هو منطقي ومنها ما هو أخلاقي.. الخ. وقد يكون هناك العديد من الإجراءات التي تحل المشكلة وجميعها جيدة بنفس القدر.
الشعور بالتفوق الأخلاقي هو ايضاً فخ؛ نحن نرى أن معتقداتنا وتوجهاتنا الدينية والسياسية تفوق معتقدات الآخرين. وبدلًا من أن نناقش شخص لديه معتقدات اخرى بشكل حضاري نختار أن نفرض وجهة نظرنا عليه! نحن نعتقد بتفوقنا أخلاقيًا ونرى أن ما نفعله هو فقط الشيء الصحيح.
لتفكر كفيلسوف عليك أن تفهم أنه لا يوجد إجابة واحدة فقط صحيحة.
9. الموازنة بين الأخلاق والبراغماتية
غالبًا ما نسمع أن الأشخاص يضطرون إلى الاختيار بين التصرف وفقًا للأخلاق أو وفقًا للمصالح والمنفعة الشخصية -البراغماتية/النفعية- كما لو كان التصرف وفق أحدهما يستبعد الآخر.
القادة الحكماء غالبًا ما يتخذون قرارات تتسم بالأخلاقية والواقعية في نفس الوقت. أفعالهم تساير أهدافهم، يتصرفون بجرأة ولكن بحصافة وحذر، حساسون للسياق، يحافظون على اتزانهم، يثقون بحدسهم، ويتصرفون بنزاهة.
يذكر الجميع كيف تنحى بيل غيتس عن منصبه في إدارة مايكروسوفت وأنشأ مؤسسة بيل وميليندا غيتس وبدأ في استخدام ثروته وذكائه ومهاراته القيادية من أجل مصلحة أعظم. واليوم لم يعد ينظر له كرجل أعمال شهير فقط ولكن كشخصية حكيمة تعالج المشاكل العالمية مثل ضعف التعليم والأمراض المعدية.
هل تحرز تقدمًا؟
نقضي أعمارنا كاملة في السعي نحو الحكمة ولكن كيف يمكننا أن نتحقق مما إذا كنا نحرز تقدمًا؟
توصل الفيلسوف الاغريقي سينيكا إلى طريقة بسيطة؛ فهو يرى أن (تقبل الذات) هو الخطوة الأولى لتصبح أكثر انفتاحًا وتتمكن من تقبل الآخرين بمختلف آرائهم. سينيكا يعتقد أن مجرد كون الشخص متصالح مع نفسه فهو بذلك فقط يقدم مساعدة مهمة للبشرية جمعاء. أليس ذلك الهدف الأهم من الحكمة؟
كما كتب سينيكا " أي تقدم هذا الذي تسأل عنه وعليّ أن أحققه؟ لقد أصبحت متصالحًا مع نفسي وهذه هي البداية"
مترجم عن: النص الأصلي
١_في التاني السلامه
ردحذف٢_الوقتزكالسيف
٣_الحكمة راس الدواء
٤_الفكرة الصائبة لا تحتاج لدليل يوضحها
٥_العلم من المهد الي مالا نهاية
٦_انما الأمم الأخلاق