- ليبرالي .. و أي شخص يتبنى فكرة دينية تخالفه هو في نظره جاهل و مؤدلج ومدفوع بالعاطفة .. يتقبل كل مختلف إلا المتدين ثم يعتبر نفسه عقلاني محايد و يحترم الاختلاف! و يؤمن بالتعددية و حرية الرأي إلا في السياسة !
- راديكالي .. بارع في الكلام و يدعي المعرفة في كل شيء .. طوال الوقت ينهى ويحذر ويشجب ويستنكر كل تغيير و أي تغيير.. يعتقد أنه وصي على المجتمع و مكلف بحماية الفضيلة .. متعصب ضد قيادة المرأة و الاختلاط والغناء .. متسامح مع الواسطات و الاستغلال و الفساد !
جدل سفسطائي عقيم .. جدل من أجل الجدل نفسه .. و نقاشات يومية مكررة و مملة و لانهائية ..
كلاهما لا يبحث عن الحقيقة لأنه متأكد مسبقاً أن لديه كافة الإجابات الصحيحة وكل ما عليه هو أن يسوق الحجج لينتصر لرأيه ..
كلاهما يتسلى بالحديث حول إهتمامات الشارع ومعاناة البسطاء ..
كلاهما فارغ من أي قضية و لايجد ما يفعله سوى إتخاذ موقف يدعم توجهاته من كل موضوع و إصدار الأحكام و التصنيفات على الآخرين ..
و كلٌ منا يعلم أن الانغماس في هذه الخلافات هو ما يعيق التطور و التقدم .. فـ" إذا أراد الله بقوم سوءاً منحهم الجدل ومنعهم العمل "..
ورغم أنني ممن يؤمن أن الحياد في كثير من المواقف ليس إلا تخاذل وجبن..
إلا أنني أجد منتهى الحكمة في الترفع عن هذا الجدل العقيم و إتخاذ المواقف بناء على تفكير حر و مستقل و مجرد و البعد عن الإصطفاف خلف توجه فكري معين .. فالتحرر من أي انتماءات من هذا النوع دليل نضج .. والحكمة ضالة المؤمن .. والحقيقة ليست حكر لتيار دون آخر..
المهم أن تقارن بين الأدلة المؤيدة والمعارضة في كل موضوع و تتحقق مما يمكن قبوله أو رده منها و تبحث بنفسك عن الحقيقة بتجرد مطلق و لا تتأثر بأي انحياز مسبق أو تبحث فقط عن أدلة تؤكد رأيك أو تتوافق مع ما يمليه عليك هواك .. "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ"؟
ابتعد عن التعصب والثقة الزائدة بما تعرف، كن متشكك فالحكيم دائماً متشكك و أبعد ما يكون عن التعصب لأفكاره .. تفكيره منفتح ومرن، لا يخجل من الخطأ وتغيير رأيه و يُخضِع معتقداته للتحقق والمراجعة بين فترة وآخرى ..
دراسة شهيرة لدانينغ -كروجر وجدت أنه "كلما قل ما تعرفه كلما زاد إعتقادك بأنك تعرف أكثر" و غير المؤهل يعاني من وهم التفوق بينما المؤهل متشكك و يعتبر نفسه غير ذكي وبحاجة لمزيد من التعلم .. فتعلموا كل يوم و إحذروا من وهم التفوق و الاكتفاء.
ثم يبدو أننا لم ننتهي من صراع ليبرالي/راديكالي
حتى دخلنا صراع نخبوي/شعبوي مؤخراً..
لا يستفزني أكثر من شخص مُدّعِي، صنَفَ نفسه من النخبة ..
يتكلم بهدوء مصطنع ليوحي لك بأنه يتكلم بكلام متزن ويطرح أفكار "نخبوية" عقلانية ليست "شعبوية" عاطفية..
وفي النهاية تجد محتواه لا واقعي و مليء بالمغالطات والتضليل..
أخي التمثال المزيف يجب أن تعرف أن أسلوبك هذا لم يعد يقنع أحد فالحقيقة قوية بذاتها كيفما قيلت و أياً كان أسلوب طرحها ..
و ما أجملها حين تخرج من أفواه المؤمنين بها و المتحمسين لإثباتها ..
اخيراً؛
لسلامتك و سلامة المجتمع ..
(قدم معلومات و بيانات أكثر من تقديم عقائد و آراء) بيكون
0 التعليقات:
إرسال تعليق