لبقية الوقت ..
سيبقى الأرنب أرنب 🐇🐇
و ستبقى السلحفاة سلحفاة 🐢🐢
حتى و إن ثابرت السلحفاة و نجحت في أحد السباقات..
لأنها لم تكن لتنجح مهما ثابرت لو لم يخطئ الأرنب أساساً ..
في عالم الكبار ..
أُقدِّر المثابرة ..
لكن لا يعجبني صنف (السلحفاة المثابرة) من الناس ..
وبالتأكيد لا يعجبني (الأرنب النائم) ..
أُفضِّل (الأرنب الذي يتصرف على طبيعته) 😊
لأن في عالم الكبار ..
تجد هذا "الأرنب" شخص عقلاني، منطقي، وعملي..
منحه الله موهبة .. و يتصرف وفقاً لها بشكل طبيعي ..
لا ينافس أحد .. و لا يتعامل مع الحياة كسباق أصلاً ..
لا يسعى للتقدم كغاية بحد ذاتها ..
تقدمه يكون مجرد نتيجة لاستخدامه قدرته الفطرية ..
بينما تجد صنف (الأرنب النائم)
يمتلك قدرة فطرية .. لكن لا يتقدم ..
إما أنه لا يعرف أنه يمتلكها .. لأنه يسيء تقدير ذاته ..
أو يعرف .. لكن يتكاسل عن استثمارها ..
غالباً تجده لا يستخدمها إلا في حالة الاستعراض و التباهي بها..
يبحث من خلالها عن الإعجاب في أعين الآخرين لا أكثر ..
لا احترم هؤلاء؛ لكن على الأقل لا يؤذون إلا أنفسهم ..
أما (السلاحف المثابرة)
لا يمارسون حياة طبيعية وفقاً لقدراتهم، و لا يتقبلون أنفسهم كما هم عليه ..
شعورهم -غير المبرر- بالنقص يمنعهم من الاستمتاع بالحياة كرحلة، يتعاملون معها كسباق ..
و يقحمون أنفسهم في ميادين الأرانب ..
تنافسيين بشكل بغيض..
يضغطون على أنفسهم، و يشكلون عبء على من حولهم ليتقدموا!
الوصول للنجاح عندهم هو الغاية العظمى..
تجدهم يهملون عائلاتهم و يتجاهلون أدوراهم الطبيعية في الحياة سعياً وراء سرابات النجاح و المناصب و الألقاب و الشهادات و المسميات ..
كل هذا بسبب حاجة عصابية لنيل التقدير والاحترام من خلالها ..
المؤسف ..
أنهم لا يدركون أنه حتى إن وصلوا ..
سيبقون في نظر الناس مجرد سلاحف حمقاء تقحم نفسها في سباق الأرانب..
و تضحي بكل شيء و تكاد تهلك .. حتى تتقدم!
في مسيرة حياتي التي لم أصل فيها لشيء سوى تقدير المحبين
وجدت أكثر من شخص يندرج تحت فئة السلاحف المثابرة
يضغط على نفسه ويهمل عائلته ويفقد أصدقاءه إضافة إلى الكثييييير من القيم الأخلاقية من أجل منصب أو لقب علمي!!
لا يهمه أن يقدم إضافة للعلم أو العالم من خلال منصبه أو لقبه العلمي..
يهمه بناء مجد شخصي وسمعة..
لا يهمه أن "يكون" ذكي ولامع ومهم ومميز..
يهمه أن "يبدو" كذكي ولامع ومهم ومميز!!
المشكلة أنهم لا يدركون كم يجعلهم هذا التظاهر حمقى و مثيرين للشفقة بالنسبة للآخرين..
ولا يدركون أيضاً حجم و أهمية ما خسروا ..
(صحتهم و عائلاتهم و أطفالهم و أصدقائهم و قيمهم الأخلاقية وراحة البال و السعادة والاستمتاع بالحياة)
أرجوكم..
لا تهتفوا لهذا النوع من السلاحف و تشجعوا مثابرتهم
لأن في عالم الكبار ..
القصة معقدة .. معقدة كثيراً .. و هناك كثير من المتضررين..
تقدم السلاحف لا يفيدهم و لا يفيد أحد ..
تقدمهم لن يغير الصورة النمطية عن السلاحف ..
السلاحف المثابرة هي من حول الطبيعة الجميلة إلى ميدان سباق تنافسي .. العيش فيه لا يطاق..
مفهوم النجاح في مجتمعنا يقابل الحصول على الشهادات و الوصول للرتب و المناصب أو تحقيق الشهرة!
هل تعتقدون أن هذا هو النجاح الحقيقي؟؟!!
بالنسبة لي لم تعد المؤهلات و الألقاب والمناصب دليل على النجاح أو الذكاء أو التميز أو المثابرة .. أو أي شيء يستحق التقدير ..
أقدر كل من يعبر عن الصورة الخام لذاته ويقوم بدوره كما يجب ويستمتع بالحياة دون تكلف أو إدعاء و تزييف..
و النجاح في نظري هو أن تضيف شيء لهذا العالم ..
و ليس مجرد أن تضيف لنفسك ..
كما أفضل النجاح الذي يأتي نتيجة لاستخدام الخيال و الإبداع و الذكاء ..
أكثر من النجاح المبني على الألم والمعاناة و المثابرة..
و أجدني صغيرة أمام كل أم ذكية و عظيمة، لا يعرفها أحد، ضحت وسخرت قدراتها للتربية و توقفت قصداً عن المثابرة في سباقات تحقيق الذات من أجل رعاية أطفالها...
أقدرك ..
أقدرك كثيراً ..
بمثلك يجب أن نفخر ..
"ولا عزاء للسلاحف البغيضة" ..
لو في لايك كان اعطيتك 1000000 لايك ؟
ردحذف1000000🌹
حذف