من المقال
السابق سنرى أن مراعاة الآخرين والتعاطف معهم هي أفضل أساس تقوم عليه الأخلاق
والفضيلة. وبما أن الأخلاق يفترض أن تنطبق على الجميع؛ فهل نستطيع أن نفترض أن
الجميع لديه قدرة على التعاطف؟
بالتأكيد لا
"فلو رأيت
شخص يسلك سلوك لا أخلاقي وسألته: (كيف ستشعر لو أن أحداً فعل مثل هذا بك؟)
قد يجيب (سأكره
ذلك طبعاً ولكن من حسن الحظ أنني أنا من يفعل ذلك وليس أحد يفعله بي .. لذا أنا لا
أمانع)
غاية هذا السؤال
أن تجعله يشعر بشعور الضحية لكنه لا يهتم إلا بمشاعره ولا يرى الأمر إلا من وجهة
نظره وحده..
لكن حين تهدد
مصالحه ويصبح هو الضحية فسيشعر حينها أنه يجب على الآخرين أن يهتموا وعليهم أن
يراعوا مشاعره ولا يؤذوه!
فإذا كان هذا سبب يجب أن يمنع أي أحد من إيذاء أي
أحد؛ فعليه أن يمنعك أنت ايضاً من إيذاء الآخرين. ينبغي أن تكون
أفكارك متسقة في الحالتين (في حالة كنت المؤذي أو الضحية)"