مترجم| العلاقات السامة

الاثنين، 9 أكتوبر 2017





في بعض الأحيان العلاقة السامة تتجه إلى طريقك مثل قطار سريع و في أحيان آخرى تزحف عليك ببطء دون أن تدرك أنك تورطت في واحدة منها إلا بعد أن يصبح من المستحيل تقريباً الفكاك منها.

معظمنا قد شهد - أو حالياً في - واحدة أو أكثر من العلاقات السامة..
العلاقات السامة لها وجوه كثيرة: ( علاقتك بأمك - شقيقك - صديقك ) أو ربما تكون العلاقة مهنية: ( مديرك - زميلك - موظفك) و الشكل الأسوأ عندما يكون الطرف الآخر هو: ( شريك حياتك )




نحن نتساءل كيف يمكننا تجنب الشخصيات السامة؟
 أو ربما نكون نحن من أصحاب الشخصيات السامة بالنسبة لمن حولنا!
ايضاً نفكر لماذا بعد أن نمر بخبرات سلبية لعلاقة سامة في الماضي نستمر بعد ذلك في جذب الشخصيات السامة و ندخلهم  حياتنا؟!!
لماذا نتأثر باستمرار بإغراء السيد أو السيدة -السام- ؟!!

عموماً .. في العلاقة السامة أنت لا تدرك حقيقة شعورك تركز فقط على أن لا تغضب الطرف الآخر منك لأنه يملك نوعاً من السيطرة عليك ..
وتظل تتمسك بحلم أنه في أحد الأيام سيستيقظ و يدرك تجاوزاته بحقك و يتغير للأفضل ..


5 علامات للعلاقة السامة

هناك مؤشرات لا حصر لها تشير للعلاقات السامة و لكن سنختصرها هنا في العلامات الخمس التالية:

1- يجعلك تبدو كما لو أنك لا تفعل أي شيء كما يجب
الطرف الآخر يقلل من شأنك و جهدك و يشعرك بأنك لست جيد بما فيه الكفاية بالنسبة له. يسخر من شخصيتك و يجعلك تخجل من نفسك ولا تشعر بالرضا عنها إلا إذا كنت كما يريد لك هو أن تكون. دائماً تجد نفسك معه تحت التقييم و في إطار الأحكام التي يصدرها عنك.

2- كل شيء عنه و لا شيء أبداً عنك
لديك شعور ايضاً .. لكن الطرف الآخر لا يشعر بك
و لن تستطيع إجراء محادثة من جانبين أو أن رأيك في أي موضوع يُسمع و له اعتبار و يناقش ويحترم ..
وبدلاً من الاعتراف بمشاعرك ستجد نفسك تقاتل حتى تحصل على الكلمة الأخيرة ..

3- ستجد نفسك غير قادر على الاستمتاع بأوقات سعيدة مع هذا الشخص
كل يوم تعيش معه تحدي آخر ..
تتزايد انتقاداته و شكاويه عنك و تذمره منك
ومحاولاته الدائمة للسيطرة على سلوكك ..

4- لا ترتاح حين تكون على طبيعتك مع هذا الشخص
لا تشعر بالحرية للحديث عما يجول في خاطرك بصراحة و عليك أن تغير من نفسك حتى تكون مقبولاً بالنسبة له وتستمر في ذلك حتى تصبح غير قادر على التعرف على نفسك فيما بعد ..
 لم تعد كما كنت :(

5- لن يسمح لك بالتقدم و التطور
كلما رغبت بتطوير نفسك و حاولت التقدم في حياتك سيستنكر ذلك و يسخر منك ولن تجد منه أي دعم أو تشجيع
بدلاً عن ذلك سيحرص على إبقائك عالقاً في أحكامه القديمة ويصر على أن لا تكون مختلف عن ما أنت عليه حالياً ..

إذا كنت تشهد واحدة فقط من هذه العلامات فأنت في علاقة سامة
راجع نفسك لترى ما إذا كانت مخاطر وسلبيات العلاقة عليك أكثر من ايجابياتها..



5 خطوات لإنهاء تأثير العلاقة السامة 

1- كف عن الإنكار
راجع ماضي خبراتك السيئة معه و أسأل نفسك:

  • هل تكون نشط و حيوي أم متعب و مستنزف بعد قضاء الوقت مع "س"؟
  • هل تريد أن تقضي الوقت مع "س" أم تشعر أن عليك قضاء الوقت معه؟
  • هل تشعر بالأسف على نفسك معه؟
  • تعتقد أنك لن تحصل معه دائماً على ردات الفعل التي تنتظرها منه؟
  • هل تجد كلامه و أفعاله دائماً بعيدة عن ما تتوقعه منه ويشعرك بخيبة أمل؟
  • هل تعتقد أنك تعطي بصورة مستمرة و بلا مقابل؟
  • هل حتى تحب "س"؟
2- حدد الفوائد
( اكتشف حقيقة شعورك في الحاضر)
كل العلاقات و حتى السامة منها تتضمن فوائد و إلا لماذا ستبقى فيها!
لذا؛ يجب معرفة الفوائد التي تعود عليك من هذه العلاقة وتقرر الاستمرار فيها أو إنهائها بناء على مقارنة موضوعية بين الفوائد و الايجابيات و الأضرار والسلبيات
مثلاً:
  • هل "س" يجعلك تشعر بأنك جذاب و مثير؟
  • هل "س" أب جيد و يساعدك في العناية بالصغار حتى بالرغم من أنه يستنفذ طاقتك ليخفف من شعوره بالذنب تجاهك بطريقة ملتوية؟
  • حتى بالرغم من أن "س" لا يعاملك كما يجب هل تحقق لك العلاقة مستوى من الراحة؟
3- املأ الفجوة
( تدرب على الاستمتاع باللذة الحاضرة)
ابحث عن مصادر بديلة للسلام و الكمال تغذي روحك
افعل الأشياء التي تشعرك بالتحسن بحيث لا تضطر إلى الاعتماد على أحد
ابدأ بتنفيذ مشاريعك المؤجلة .. تعلم التأمل أو اليوغا .. اجتمع بالاصدقاء 
و ذكر نفسك أن المشاعر السلبية ( الحزن ، الغضب ، الضيق ) مؤقتة و لن تستمرإلى الأبد.

4- أحط نفسك بالأشخاص الايجابيين
كن ذكياً في من تختار أن تقضي أوقاتك معهم
الايجابيون غالباً يحفزونك للعمل و الإنجاز و يجددون طاقتك و يشاركونك ذات الهمة و الأهداف
لكن بما أنهم ليسوا متورطين في علاقات سامة فربما يكونون من الأشخاص السامين و المسببين لهذه العلاقات فأحذر لأن السمية معدية و تنتقل بسرعة ..
إياك أن تتحول من مسموم إلى سام

5- عالج الشعور بالنقص
( استبدل الماضي السلبي بمستقبل ايجابي مشرق)
اعمل على معالجة نقطة الضعف التي قد تجذب إليك العلاقات السامة
عليك أن تتعلم من الماضي و تتسامح مع الحماقات التي ارتكبتها خلاله
تخلى عن العلاقة السامة و كل ما حملته لك معها من آثار سلبية
يجب أن تتخطى الأمر و لا تسمح له بأن يصبح (عقدة)
ويجب أن تدرك أنك تستحق ذلك النوع من العلاقات الصحية التي تمدك بالحب و الاهتمام و الدعم اللازم لبناء مستقبل مشرق
دع عنك الماضي المؤلم و أعط الحب إذناً لدخول حياتك من جديد
خطط لمستقبل مشرق و اجعل أيامك مليئة بالإنجازات و ذات معنى.

سنترككم مع واحدة من اقتباساتنا المفضلة
"الناس سوف ينسون ما قلته لهم ..
و سوف ينسون ما فعلته لهم ..
و لكن لن ينسوا أبداً كيف جعلتهم يشعرون " مايا آنجلو



روزماري سوورد و فيليب زيمباردو 
مترجم بتصرف عن : النص الأصلي


0 التعليقات:

إرسال تعليق